للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأوثقوه بالوثاق. وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فلما أصبحوا رأوا عليًّا فردَّ الله مكرهم".

قلت: وهذا الأثر إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.

وأخرج عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٢٣٦/ رقم ١٠١٢)، وابن جرير في تفسيره (٦/ ٩/ ١٥٠) من طريقه قال: سمعت أبي يحدث عن عكرمة في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الآية، فقال: لما خرج النبي وأبو بكر إلى الغار أمر علىّ بن أبي طالب فنام في مضجعه، وبات المشركون يحرسونه، فإذا رأوه نائمًا حسبوا أنه النبي ، فتركوه. فلما أصبحوا وثبوا إليه، هم يحسبون أنه النبي فإذا هم بعلىّ، فقالوا: أين صاحبك؟، قال: لا أدرى، قال: فركبوا الصعب والذلول في طلبه.

وهذا إسناد لا بأس به. والد عبد الرزاق اسمه همام بن نافع مقبول.

وأخرج البيهقى فى الدلائل (٢/ ٤٦٥) من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال: … ثم إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يأخذوا رسول الله فذكره بنحو ابن عباس مختصرًا.

قلت: وابن لهيعة ضعيف وقد وثق، فلا بأس به في مثل هذه المتابعات.

وأخرج ابن جرير (٦/ ٩/ ١٤٩)، وأبو نعيم (ص ١٥٦)، والبيهقى (٢/ ٤٦٩) فى دلائلهما من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره مطولًا بنحوه وقد صرح بالتحديث محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح من رواية سلمة بن الفضل عند أبي نعيم.

وهذا إسناد حسن رجاله ثقات على خلاف في محمد بن إسحاق، وهو شاهد قوى لحديث عثمان الجزرى. وذكره في الدر (٣/ ٣٢٥)، ونسبه لابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وانظر ح (٤٢٦).