قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق -يريدون النبي ﷺ وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيَّه ﷺ على ذلك؛ فبات على ﵁ على فراش رسول الله ﷺ وخرج النبي ﷺ حتى لحق بالغار. وبات المشركون يحرسون عليًّا يحسبونه النبي ﷺ فلما أصبحوا ثاروا إليه؛ فلما رأوه عليًّا رد الله تعالى عليهم مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدرى! فاقتصوا أثره؛ فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدو في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه. . . فمكث فيه ثلاث ليال". (٧/ ١٥٠١).
[مقبول].
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (١/ ٢٣٦، رقم ١٠١١)، وفى "مصنفه" (٥/ ٣٦٢)، ومن طريقه أحمد (١/ ٣٤٨)، والطبراني في "الكبير" (١١/ ٤٠٧ /ح ١٢١٥٥)، وابن جرير في "تفسيره" (٦/ ٩/ ١٥٠) عن معمر عن عثمان الجزرى -ووقع عند ابن جرير -الجريري- عن مقسم عن ابن عباس به.
قال في "المجمع" (٧/ ٢٧): وفيه عثمان بن عمرو الجزرى، وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح.
وقال الحافظ في "الفتح" (٧/ ٢٧٨): إسناد حسن.
وذكره في "الدر" (٣/ ٣٢٥) ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه والخطيب.
قلت: ولحديثه شواهد منها ما أخرجه ابن جرير (٦/ ٩/ ١٤٩) قال: حدثنا ابن عبد الأعلى. قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ومقسم في قوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ﴾ الآية قال: "تشاوروا فيه ليلة وهم