للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ .. ﴾ (١)، ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ … ﴾ (٢).

إن بيان حقيقة الإنسان وخصائصه، والحديث عن دوره في هذا الوجود ومركزه، وإيضاح الصلة بين هذا الكائن الكريم وبين الكون الذي يعيش فيه، واتفاقهما في تحقيق العبودية لله بتناسق ملحوظ، إن هذا كله متوفر في الظلال بكثرة ملحوظة، جعلت منه سمة من سمات الظلال ا هـ (٣).

قلت: وهذه السمة لها أصالتها السلفية أيضًا وهى متقرره في غير موضع من كلام الرسول من ذلك قوله الثابت في الصحيح: "أثبت أحد" (٤)، وقوله أيضًا في أحد: "هذا جبل نحبه ويحبنا" (٤)، وأيضًا ما ثبت في الصحيح من حديث جابر في قصة أنين الجذع وصياحه صياح الصبي لما تركه الرسول وصعد على المنبر الجديد فنزل النبي وضمه إليه وقال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها" (٥)، وهذا أشبه بقوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ﴾، قال مجاهد: "إن السماء والأرض يبكيان على المؤمن أربعين صباحًا"، قال أبو يحيى: فعجبت من قوله: قال: أتعجب؟ وما للأرض لا تبكي على عبد يعمرها بالركوع والسجود وما للسماء لا تبكى على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوى كدوى النحل ا هـ.

* نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن وتأثر الفرس.

ومن الأدلة أيضًا على سلفية هذه السمة ما ثبت في الصحيح عن أسيد


(١) المائدة: ٦٥ - ٦٦.
(٢) الأعراف: ٩٦، وللوقوف على الصلة بينهما انظر الظلال: ٢/ ٩٣٠ - ٩٣٦، ٣/ ١٣٣٨ - ١٣٤٠، ٤/ ١٩٠٣ - ١٩٠٥.
(٣) انظر في "ظلال القرآن في الميزان" ص ٣٢٨ - ٣٣١.
(٤) [صحيح] وسيأتى تخريجه في أحاديث الكتاب.
(٥) [صحيح] فتح: ٣/ ٤٦١، ح ٩١٨.