فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمةً واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار" الفتح (١١/ ١٠٧/ ح ٦٤٦٩). ومسلم، واللفظ له في كتاب التوبة، باب: سعة رحمة الله تعالى وأنها تغلب غضبه وعنده عن أبي هريرة أيضًا مرفوعًا: "خلق الله مائة رحمة فوضع واحدة بين خلقه وخبأ عنده مائة إلا واحدة"، وفي رواية أخرى: "إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعًا وتسعين رحمةً يرحم بها عباده يوم القيامة". شرح النووي (٦/ ١٧/ ٦٩).
قال الحافظ في "الفتح" (١١/ ٣٠٨): قوله (وأرسل في خلقه كلهم) كذالهم وكذا للإسماعيلي عن الحسن بن سفيان، ولأبي نعيم من طريق السراج كلاهما عن قتيبة، ذكر الكرماني أن في بعض الروايات "في خلقه كله".
ثم قال: وروى هذا الحديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة فقطعه حديثين أخرجهما مسلم من طريقه، فذكر حديث الرحمة بلفظ "خلق الله مائة رحمة، فوضع واحدة بين خلقه وخبأ عنده مائة إلا واحدة" وذكر الآخر بلفظ "لو يعلم المؤمن" إلخ.
وقال في موضع آخر (١٠/ ٤٤٧): ولكن ليس في شيء من طرق الحديث أن التي عند الله رحمة واحدة بل اتفقت جميع الطرق على أن عنده تسعة وتسعين رحمة، وزاد في حديث سلمان -الآتى- أن يكملها يوم القيامة مائة بالرحمة التي في الدنيا، فتعدد الرحمة بالنسبة للخلق.
٣٤٣ - قوله: "عن سلمان الفارسي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن لله مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة" .. (٢/ ١٠٥٠).