وهو بمكة، أو قريب من ذلك، من النصارى حين ظهر خبره، من الحبشة، فوجدوه في المسجد، فكلموه وسألوه، ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة. فلما فرغوا من مسألتهم رسول الله ﷺ عما أرادوا، دعاهم رسول الله ﷺ إلى الله ﷿، وتلا عليهم القرآن، فلما سمعوه فاضت أعينهم من الدمع، ثم استجابوا له وآمنوا به وصدقوه، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره، فلما قاموا من عنده اعترضهم أبو جهل في نفر من قريش فقالوا: خيبكم الله من ركب! بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم فتأتونهم بخبر الرجل، فلم تطل مجالستكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال لكم، ما نعلم ركبًا أحمق منكم -أو كما قال لهم- فقالوا: سلام عليكم لا تجاهلكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا نألوا أنفسنا خيرًا. . فيقال: إن النفر النصارى من أهل نجران. ويقال: إن فيهم نزلت هؤلاء الآيات: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ إلى قوله: ﴿لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾. (٢/ ٩٦٥).
[ضعيف]
أخرجه ابن إسحاق (١/ ٤١٨، ٤١٩ - ابن هشام) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل"(٢/ ٣٠٦) بسنده إلى أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قل: فذكره هكذا معلقًا.
انظر الحديث رقم (٧١٠).
(تنبيه) قول المصنف ﵀ وقيل إن جعفرًا وأصحابه. . الخ (٢/ ٩٦٥) هو عند القرطبي كما قال (٤/ ٢٢٥٢، ٢٢٥٣) ط الريان وليست في البيهقي ولا في ابن هشام.
٢٩٩ - قوله:"أنه ﷺ جلس يومًا فذكر الناس، ثم قام ولم يزدهم على التخويف. فقال ناس من أصحابه: ما حقنا إن لم نحدث عملًا، فإن النصارى قد حرموا على أنفسهم فنحن نحرم! فحرم بعضهم أن يأكل اللحم والورك، وأن يأكل بالنهار؛ وحرم بعضهم النساء. . فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال: "ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم؟ ألا إني أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء، فمن رغب عني فليس مني". فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا. . . . إلخ﴾ ". (٢/ ٩٧٠).