للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بكلام ابن القيم في الزاد على هذه المرحلية ثم تخطئته للذين لم يراعوا ذلك بقوله: "إنهم يعمدون إلى النصوص المرحلية فيجعلون منها نصوصًا نهائية وإلى النصوص المقيدة بحالات خاصة فيجعلون منها نصوصًا مطلقة الدلالة، حتى إذا وصلوا إلى النصوص النهائية المطلقة أوّلوها وفق النصوص المقيدة المرحلية"! (١)، وأيضًا ربطه بين آيات سورة الأنعام وسورة الأعراف في مواجهتها للجاهلية، فسورة الأنعام واجهت الجاهلية فيما واجهتها فيه - في شأن الذبائح والنذور والتحليل والتحريم، وسورة الأعراف واجهتها في شأن اللباس والطعام وبعد أن عرض ألوان هذا التشابه فيهما قرر وحدة المنهج بقوله: "وذات القضية وذات المنهج في مواجهتها وذات الخطوات" (٢)، "ومن أظهر الأمثلة على هذه السمة في الظلال تعريف سيد قطب بالسور وتقديمه لها وبخاصة الطبعة المنقحة، حيث كان يربط بين الآيات بعضها ببعض في هذه المقدمة" (*).

أما عن البند السادس من بنود المدح والذم للزرقاني: وهو مطابقة التفسير لما هو معروف من علوم الكون وسنن الاجتماع وتاريخ العالم وتاريخ العرب الخاص أيام نزول القرآن.

فيقول الدكتور صلاح الخالدى: "كان من قواعد منهج سيد قطب في التفسير الثقة المطلقة بالنص والتسليم التام بمدلوله … إلخ، ومن أجل توضيح هذه القاعدة ومن أجل إثبات البعد الواقعى للنصوص وبيان عموم دلالتها كان سيد وهو يفسر النصوص يعرج على أحداث التاريخ ويلتفت إلى وقائعه وحوادثه فيستشهد بهذه الوقائع والأحداث التي تصدق حقائق النصوص وتقريراتها … وقد كثرت هذه الالتفاتات حتى أصبحت سمة بارزة للظلال، ثم أورد الدكتور صلاح الأمثلة من الظلال لاستشهاد سيد بالواقع التاريخي وتفسير النصوص


(١) الظلال: ٣/ ١٥٤٦، ١٥٤٧، ٢/ ٩٠٤، ٩٠٥، ١/ ٣٤٨ - ٣٥٠، وهو فصل في: "معالم في الطريق".
(٢) انظر الظلال: ٣/ ١٢٨٥، ١٢٨٦ نقلًا عن كتاب: "في ظلال القرآن في الميزان".
(*) "في ظلال القرآن في الميزان" ص ٣٣٢ - ٣٣٨، وقد تقدم في الصفحة الماضية.