للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مقررات الموضوع الذى تعالجه النصوص، بل ينبغى أن نواجه هذه النصوص لنتلقى منها مقرراتنا، فمنها نتلقى مقرراتنا الإيمانية، ومنها تكون قواعد منطقنا وتصوراتنا جميعًا وهذه القاعدة جاءت بعد رده لكلام الأستاذ محمد عبده في حمله الطير في سورة الفيل على أنه ذباب والحجارة التي كان يحملها كانت ملوثة بالجدرى والحصبة رده بقوله: "نحن أميل إلى اعتبار أن الأمر قد جرى على أساس الخارقة غير المعهودة، وأن الله أرسل طيراً أبابيل غير معهودة .. "، ثم قعد القاعدة السابقة، وإن كان لم يلتزم بهذا في مواضع (*).

أما البند الرابع: من ميزان المدح والذم الذى وضعه الزرقاني فهو ملاحظة سبب النزول.

قال الدكتور صلاح الخالدى: "ولقد أكثر سيد من الحديث عن الملابسات التاريخية لنزول القرآن، وتفرق ذلك في مواطن عديدة من الظلال حتى صار سمة بارزة من سماته، ونقل عن سيد قطب في ظلاله ما يبرهن على أن ذلك منهجه مثل قوله: لا بد من استصحاب الأحوال والملابسات والظروف والحاجات والمقتضيات الواقعية العملية التي صاحبت نزول النص القرآني .. ثم قال الدكتور صلاح الخالدي: "وعن أظهر الأمثلة على هذه السمة في الظلال تعريف سيد قطب بالسور وتقديمه لها وبخاصة الطبعة المنقحة حيث كان يلم بالملابسات التاريخية المشار إليها" ا هـ (١).

أما عن البند الخامس من بنود ميزان المدح والذم للزرقاني، وهو مراعاة التناسب بين السابق واللاحق، بين فقرأت الآية الواحدة وبين الآيات بعضها وبعض.

فليس أدل على مراعاة سيد قطب لهذا من كلامه في مرحلية الجهاد واستشهاده


(*) انظر الظلال ص ٣٦٧٩، ٣٦٨٠.
(١) في ظلال القرآن في الميزان: الدكتور صلاح الخالدى، دار المنار ص ٣٣٢ - ٣٣٨ مستشهدًا بما جاء في الظلال: ١/ ٢٨، ٣٤٩، ٣٥٠، ٥٥٥، ٣/ ١٥٦٤، ١٥٦٥، ٦/ ٣٣٠٦ - ٣٣١٤، ٣٣١٦، ٣٥٠٣، ٤/ ١٨٤٠ - ١٨٤٣.