حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله، تشبث بأمرهم عبد الله بن أبيّ بن سلول، وقام دونهم، قال: ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله ﷺ وكان أحد بني عوف لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي، فخلعهم إلى رسول الله ﷺ، وتبرأ إلى الله ﷿ وإلى رسوله الله ﷺ من حلفهم. وقال: يا رسول الله، أتولى الله ورسول الله ﷺ والمؤمنين، وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم، قال: ففيه وفي عبد الله بن أُبيّ نزلت القصة من المائدة. فذكر الآيات.
ذكر ابن كثير هذه القصة في "السيرة"(٣/ ٧) عن ابن إسحاق وقال فيها: عن عبادة بن الصامت.
وذكرها السيوطي في "الدر"(٢/ ٥١٥) عن ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في "الدلائل"، وابن عساكر عن عبادة بن الوليد، أن عبادة بن الصامت قال: فذكرها.
والقصة على أية حال من هذه الأحوال مرسلة، فإن عبادة بن الوليد لم يسمع من جده، ولكن هو أعلم من عطية العوفي بحديث عبادة بن الصامت، واحتمال أن يكون قد سمعه من أبيه عن جده.
ويؤيد هذا الاحتمال أن ابن مردويه أخرجه (٢/ ٥١٥ - الدر) من طريقه عن أبيه عن جده، عبادة بن الصامت قال:"فيَّ نزلت هذه الآية حين أتيت رسول الله، فبرأت إليه من حلف يهود، وظاهرت رسول الله ﷺ والمسلمين عليهم".
قلت: وإن ثبت هذا كان متابعًا قويًّا لحديث عبادة بن الوليد والله أعلم.
* تنبيه: قول المؤلف ﵀ في نص الحديث: "رأس النفاق" من كلامه هو، فانتبه.
٢٨٦ - قوله: عن الزهري قال: لما انهزم أهل بدر قال المسلمون لأوليائهم من