للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وصفحة الوجود بجملتها مفتوحة، والمشاهد تتوالى - وكدت أقول: تتواثب - من هنا ومن هناك في الصفحة الفسيحة الأرجاء …

والجمال هو السمة البارزة هنا .. الجمال الذي يبلغ حد "الروعة الباهرة" المشاهد منتقاة وملتقطة من الزاوية الجمالية. والعبارات كذلك في بنائها اللفظي الإيقاعي، وفى دلالتها. والمدلولات أيضًا - والمدلولات أيضًا - على كل ما تزخر به الحقيقة الأصيلة في هذه العقيدة - تتناول هذه الحقيقة من الزاوية الجمالية .. فتبدو الحقيقة ذاتها وكأنما تتلألأ في بهاء … " (١).

وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾؟ (٢) من وقف يتأمل نماذج من خروج الحى من الميت، وأثار أسئلة عديدة حولها، وتركها بدون جواب، لأن عرضه البياني المشرق يتم بإثارتها بدون جواب، لأن الجواب غير مقصود في هذا المقام بالذات:

"وإن وقفة أمام الحبة والنواة تخرج منهما النبتة والنخلة، أو أمام البيضة والبويضة يخرج منهما الفرخ والإنسان لكافية لاستغراق حياة في التأمل والارتعاش.

وإلا فأين كانت تكمن السنبلة في الحبة؟ وأين كان يكمن العود؟ وأين كانت تلك الجذور والساق والأوراق؟

وأين في البويضة كان الفرخ؟ وأين كان يكمن العظم واللحم، والزغب والريش، واللون والشيات والرفرفة والصوات .. ؟

وأين في البويضة كان الكائن البشرى العجيب؟ أين كانت تكمن ملامحه وسماته المنقولة عن وراثات موغلة في الماضي متشعبة المنابع والنواحي؟ أين كانت نبرات الصوت، ونظرات العين، ولفتات الجيد، واستعدادت الأعصاب،


(١) الظلال ٢: ١١٥٢.
(٢) يونس: ٣١.