للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ووراثات الجنس والعائلة والوالدين؟ وأين أين كانت تكمن الصفات والسمات والشيات؟

هل يكفى أن نقول: إن هذا العالم المترامى الأطراف كان كامنًا في النبتة والنواة وفى البيضة والبويضة، لينتفى العجب العاجب الذي لا تفسير له ولا تأويل إلا قدرة الله وتدبير الله؟ " (١).

واقرأ هذه "القطعة" الشاعرية الساحرة لسيد وهو يعرض ألوانًا من آيات الله في الكون، ويدعوك إلى تأملها وفتح منافذ حسك ومشاعرك لها وتلقى إيحاءاتها:

"إن لحظة تأمل في مطلع الشمس ومغيبها، لحظة تأمل في الظل الممدود ينقص بلطف أو يزيد، لحظة تأمل في الخضم الزاخر والعين الفوارة، والنبع الروى. لحظة تأمل في النبتة النامية والبرعم الناعم، والزهرة المتفتحة، والحصيد الهشيم … لحظة تأمل في الطائر السابح في الفضاء والسمك السابح في الماء، والدود السارب والنمل الدائب، وسائر الحشود والأمم من الحيوان والحشرات والهوام، لحظة تأمل في صبح أو مساء، في هدأة الليل أو في زحمة النهار … لحظة واحدة يتسمع فيها القلب البشرى إلى إيقاعات هذا الوجود العجيب .. إن لحظة واحدة لكافية لارتعاش هذا القلب بقشعريرة الإدراك الرهيب، والتأثر المستجيب. ولكنهم ﴿يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ (٢) لذلك لا يؤمن الأكثرون .. " (٣)

وأخيرًا إليك هذه المقطوعة الشعرية الرفيعة التي يعرّف فيها سيد بسور جزء "عم فيقول: "إنها طرقات متوالية على الحسّ. طرقات عنيفة قوية عالية، وصيحات، صيحات بنُوَّم غارقين في النوم، نومهم ثقيل، أو بسكارى مخمورين، ثقل حسهم الخمار! أو بلاهين في سامر، راقصين في ضجة


(١) الظلال ٣: ١٧٨١ - ١٧٨٢.
(٢) يوسف: ١٠٥.
(٣) الظلال ٤: ٢٠٣٢.