(وضرب) لا يكون راويه متهمًا بالوضع، غير أنه عُرِفَ بسوءِ الحفظ وكثرة الغلط، في رواياته، أو يكون مجهولًا لم يثبت من عدالته وشرائط قبول خبره ما يوجب القبول.
فهذا الضرب من الأحاديث لا يكون مستعملًا في الأحكام، كما لا تكون شهادة من هذه صفته مقبولة عند الحكام. وقد يستعمل في الدعوات والترغيب والترهيب، والتفسير والمغازى فيما لا يتعلق به حكم.
سمعت أبا عبد الله الحافظ، يقول: سمعت أبا زكريا: يحيى بن محمد العنبرى، يقول: سمعت أبا الحسن: محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: كان أبي يحكي عن "عبد الرحمن بن مهدى" أنه قال:
إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال، تساهلنا في الأسانيد، وتسامحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام، تشددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس: محمد بن أحمد المحبوبي - بمرو - أخبرنا أحمد بن سيار، قال: سمعت أبا قدامة، يقول: قال (يحيى بن سعيد - يعنى القطان):
تساهلوا في التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث.
ثم ذكر ليث بن أبي سليم. وجويبر بن سعيد، والضحاك، محمد بن السائب - يعنى الكلبي، وقال: هؤلاء يحمد حديثهم ويكتب التفسير عنهم.
قال الشيخ: وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم، لأن ما فسروا به ألفاظه تشهد لهم به لغات العرب، وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، قال: أخبرنا أبو العباس: محمد بن يعقوب: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت "أحمد بن حنبل" وسئل وهو على باب أبي النضر: هاشم بن القاسم، فقيل