فحاول في الطبعة الأولى - وفى الطبعة المكررة لها - أن يفسر التكرار "اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنو ثم اتقوا وأحسنوا" خاصة وأن الجملة الأولى فيها زيادة: "وعملوا الصالحات" على الجملة الثانية، وأما الجملة الثالثة فلا إشكال فيها لوجود "وأحسنوا"، ثم عاد فذكر - في الطبعة الجديدة المنقحة - أنه قال أولًا كذا، ولكنه لم يصنع شيئًا، وأنه هو لم يقتنع بما قال.
المثال الثالث: قال الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾.
فذهب في كل طبعات الظلال - بما فيه الجديدة المنقحة - إلى أن معنى الآية إسفار الضوء، وهو يكون بعد الفجر بزمان، اتباعًا لتفسير روى عن بعض السَّلَف، وهو خطأ علمى لا شك فيه.
فهذه الأمثلة الثلاثة نقدمها تمهيدًا بين يدى حديثنا عن الاتهامات الموجهة ضده، لننبه القارئ إلى أنه كان يرجع عن خطئه إذا استبان له وجه الحق، سواء نبهه أحد أو تنبه من نفسه، وننبه أيضًا إلى أن الأخطاء العلمية التي قد يقع فيها هي من جنس الأخطاء التي قد يقع فيها العلماء الصالحون قديمًا، وأنه لم يأت بأمر منكر فظيع حين أخطأ خطأ علميًّا، وأن المطلعين على الدراسات الفقهية ودراسات فقه الحديث يدركون أن أخطاء أكبر كان يقع فيها بعض من نذكرهم بالإجلال، وندعوا الله أن يرضى عنهم حين نذكر أسماءهم.
• كان طلحة بن عبيد الله ﵁ لا يجد بأسًا من أكل البرد وهو صائم.
• وكان ابن عباس ﵄ يذهب إلى جواز نكاح المتعة لمن يجد عنتًا في الوقت الذي كان يقول فيه عمر ﵁: إنه لا، والله لو أتاها لأقيم عليه حد الرجم.