للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• وكان ابن عباس يذهب إلى أنه لا ربا إلا في النسيئة، وذلك مخالف للأحاديث الصحيحة الكثيرة التي تحرم ربا الفضل أيضًا.

وغير ذلك كثير …

فالذي يجب أن يكون واضحًا أن الخطأ العلمي يبقى خطأ ولا يعنى ضلالًا، ولا يخرج صاحبه عن منزلة العلماء إلى منزلة الجهلة أو الضلال ولنمضى على بركة الله (١).

قال شيخ الإسلام : "أهل السُّنَّة لا يعصمون ولا يأثمون" (٢) اهـ أي لا ندعى العصمة لإمام أو عالم أو شيخ لاعتقادنا أن كل بني آدم خطاء كما أخبرنا الرسول (٣)، وفي ذات الوقت إذا أخطأ أو زل في مسألة لا يوجب ذلك تأثيمه إن كان مجتهدًا في طلب الحق والدين من جهة الرسول فأخطأه، ولا بد حينئذ من الموازنة بين سلبياته وإيجابياته في إطار قوله : "إذا بلغ الماء قلتين لا يحمل الخبث" (٤)، فالماء قد يخالطه نجاسة، ومع ذلك لا يخرج عن كونه طاهرًا أو مطهرًا إذا كان يقوى على دفع هذا الخبث فلا يتأثر به، ولا يحمل صفته، وهذا فهم السَلَف ، فقد ثبت عن سعيد بن المسيب أنه قال: "ليس من شريف ولا عالم ولا ذى فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغى أن تُذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه: وهب نقصه لفضله"، ولا بد من التجرد من الهوى عند هذه الموازنة لكى نهتدى للحق في هذا الأمر، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، فمن أتى بحصة ظلم وشرك


(١) كتاب "سيد قطب": محمد توفيق بركات ص ١٧٨ - ١٨٠.
(٢) رسالة الشيخ الصويان السابقة.
(٣) [حسن] أخرجه أحمد (١٩٨٣) وغيره، ولفظه: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
(٤) [صحيح] أخرجه أحمد (٢/ ١٢، ٢٣، ٢٧، ٣٨، ١٠٧)، وأبو داود (١/ ١٦ /ح ٦٣، ٦٤، ٦٥)، وصححه الألباني في "الإرواء" (١/ ٦٠/ ح ٢٣).