"وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعده من قواعده. فإن معناه: من اخترع في الدين مالا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه. قال النووي: هذا الحديث مما ينبغي أن يعتنى به بحفظه وإستعماله في إبطال المنكرات وإشاعه الاستدلال به كذلك وقال الطرفي: هذا الحديث يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع.
وانظر تخريجه في كتابنا "فتح الأعلى بتخريج القواعد المثلى" (ص ١١٧).
١٣٤ - قوله: عن ابن عباس ﵄ قال: "اجتمعت نصاري نجران وأحبار يهود عند رسول الله ﷺ فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديًّا، وقالت النصاري: ما كان إبراهيم إلا نصرانيًّا، فأنزل الله تعالى: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ. . .﴾ (١/ ٤١١).
[ضعيف].
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(٣/ ٢١٦)، والبيهقي في "الدلائل"(٥/ ٣٨٤) من طريق يونس بن بكير قال: حدثني محمد بن إسحاق. قال: حدثنا محمد بن أبى محمد مولى زيد بن ثابت قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده ضعيف، تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (١٣٢).
والأثر ذكره في "الدر"(٢/ ٧٢)، ونسبه زيادة على ما تقدم لابن إسحاق. وذكره ابن حجر في "تخريج الكشاف" منسوبًا للبيهقي في الدلائل والطبري بالإسناد المذكور، ثم قال: وذكر الواحدى فى "الأسباب" من طريق الكلبي وعطاء بن عياش: "أن أبا رافع والرئيس من نصارى نجران قالا: يا محمد - فذكره"(ص ٢٦/ ح ٢٢٠).
١٣٥ - قوله: عن أبي إسحاق بن عبد الله بن طلحة: سمع أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالًا، وكان أحب أمواله إليه بير "حاء" وكانت مستقبلة المسجد. وكان النبي ﷺ يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب،