أبا أدريس الخولاني يقول: حدثنى النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه وكان رسول الله ﷺ يقول:"يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك" قال: "والميزان بيد الرحمن يرفع أقوامًا ويخفض آخرين إلى يوم القيامة" وعند ابن أبي عاصم والحاكم في الموضع الأول مختصرًا.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي، وقال في الزوائد: إسناده صحيح.
ويشهد له أيضًا ما أخرجه الترمذي في القدر / باب ما جاء أن القلوب بين أصبعى الرحمن (٤/ ٤٤٨ / ح ٢١٤٠)، وأبو يعلى (٦/ ٣٥٩، ٣٦٠/ ح ٣٦٨٧، ٣٦٨٨)، وابن جرير (٣/ ١٢٦)، وأحمد (٣/ ٢٥٧).
من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله ﷺ آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال:"نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء".
قال الترمذي: وهذا حديث حسن.
قلت: عند أحمد (٣/ ٢٥٧) قال في آخره: "إن القلوب بيد الله ﷿ يقلبها" ورواه سفيان عن الأعمش عند ابن جرير (٣/ ١٢٥) وجعله عن جابر، قال الترمذي: وحديث أبي سفيان عن جابر أصح.
والحديث أصله في "الصحيحين" عند البخاري في القدر (ح ٦٦١٧)، وفي الأيمان (ح ٦٦٢٨)، وفي التوحيد (ح ٧٣٩١) من حديث ابن عمر، عند مسلم في القدر من حديث عبد الله بن عمرو (٦/ ١٦/ ٢٠٤ - النووي)، وانظر تخريجه في "فتح الأعلى" والحديث نسبه السقاف لمسلم والترمذي دون أن يذكر طريقًا ولا لفظًا، وهذه عادته، والله الموفق.