بمجرد دعوى عدم السماع، لذلك فنحن على الأصل، وهو صحة حديث الثقة حتى يتبين انقطاعه، سيَّما وقد روى من ثلاثة طرق، ثم ذكرها على الإجمال، وسيأتي هنا ذكرها على التفصيل.
حديث أبي ذر الغفاري: فأخرجه ابن ماجه في الطلاق، باب: طلاق المكره والناسي (١/ ٦٥٩ / ح ٢٠٤٣)، من طريق الفريابي: ثنا أيوب بن سويد، ثنا أبو بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب، عنه مرفوعًا بمثل حديث ابن عباس.
قال ابن رجب (ص ٢٥٣): وخرَّج ابن أبي حاتم من رواية أبي بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء مرفوعًا بلفظ:"إن الله تجاوز لأمتى ثلاث" فذكرهم.
وقال الزيلعي في "نصب الراية"(٢/ ٦٥): فرواه الطبراني أيضًا -بإسناده- عن أبي بكر الهذلي بسنده، وجعله من مسند أبي الدرداء بلفظ:"إن الله تجاوز لأمتى عن النسيان، وما أكرهوا عليه". قال في "الزوائد": إسناده ضعيف، لاتفاقهم على ضعف أبي بكر الهذلي. وقال ابن رجب: متروك.
قلت: وشهر بن حوشب متكلم فيه، وقد وثق. وقال الحافظ في "التلخيص"(١/ ٢٨٢): وفي الإسناد انقطاع.
وأما حديث عقبة بن عامر: فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(٢/ ٤٩٤)، ومن طريقه البيهقى فى "السنن"(٧/ ٣٥٧) من طريق محمد بن المصفى: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان قال: سمعت عقبة بن عامر، فذكره مرفوعًا بلفظ:"وضع عن أمتى" هذا لفظ يعقوب، وعند البيهقي:"وضع الله عن أمتى".
قلت: وهذا الحديث من جملة الأحاديث التى نكرها أبو حاتم، وقال: كأنها موضوعة.
وأما حديث عبد الله بن عمر: فأخرجه أبو نعيم فى "الحلية"(٦/ ٣٥٢)، والعقيلي في "الكبير"(٤/ ١٤٥) من طريق محمد بن المصفى: ثنا الوليد بن