بها، كما أنه لا بد من التعمق في معنى عبادة الأصنام وتمثل صورها المجردة المتجددة مع الجاهليات المستحدثة"، والذي توهم قومٌ منه توهمات سنعرض لها ولكلام العلماء في الرد عليها، وذلك بذكر فهم الشيخ الألباني لهذا الكلام حينما طلب منه التعليق عليه.
فأجاب الشيخ قائلًا: لا شك أن هذا الكلام سليم مائة في المائة، ويكفي في ذلك قوله تعالى في القرآن الكريم: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، والتفسير الذي جاء في هذه الآية - لما نزلت - طبعًا هي نزلت في حق النصارى، وكان من العرب الذين تنصروا في الجاهلية مع قلة المتنصرين منهم عدي بن حاتم الطائي، ثم هداه الله ﷿ وأسلم ﷿ وأسلم، تلك القصة في مسند الإمام أحمد وغيره (*) - فلما نزلت هذه الآية أشكلت على عدي بن حاتم الطائي لأنه فهمها بمعنى الشرك الذي ينكر الرجل أن يكون الشرك كله محصورًا في هذا النوع من عبادة الأصنام والوثنيات، فقال له ﵇ موضحًا: ألستم كنتم إذا حرموا لكم الحلال حرمتموه، وإذا حللوا لكم حرامًا حللتموه، قال: أما هذا فقد كان، قال: فذلك اتخاذكم إياهم أربابًا من دون الله، فالآن هذا النوع من الشرك غير ملاحظ حتى عند الذين يعلنون أن الحاكمية الله ﷿ … إلى أن قال الشيخ:
لماذا نحن لا نتوجه إذًا إلى الدعوة بعامة، وليس فقط فيما يتعلق بالشعوب، فالعبارة هذه تشبه تمامًا كلمة "فقط" هناك، فهو قيدها بالوقوف في محاربة الشركيات المتعلقة بالشعوب وترك الحكام دون نصح دون تعذير دون إنكار ولو مع عدم الخروج.
ثم سئل الشيخ عن الأوهام التي توهمها بعض الناس من هذا الكلام على رغم وضوحه كما بينه الشيخ الألباني:
السؤال الأول: هل في هذا الكلام تهوين لدعوات الأنبياء؟