للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الذي صفت عقيدتهم، ولكن كانت لديهم نقاطًا غامضة - لكن منهجهم العام منهج سليم - لا يجوز لنا أن نخرج عالمًا من علماء الإسلام، فمثلًا أبو حنيفة لا يختلف أحد أنه من أهل السُّنَّة والجماعة، فلا يأتي من يخرجه من أهل السُّنَّة والجماعة لخطئه في مسألة الإرجاء.

كذلك بالنسبة لسيد قطب إذا كانت لديه نقاط غامضة يجب علينا أن ننظر إليه بنفس الأسلوب مع ملاحظة أن الأصول لديه واضحة تمامًا (١).

وإذا رجعت إلى كلام الأساتذة في رأيهم في الظلال وصاحبه والمنقول قبل قليل، وكذلك من نال في سيرته درجة الدكتوراة (د. صلاح الخالدي)، ومن اعتمد على كتبه أيضًا من الأساتذة والنقاد في بحوثهم إذا استأنست بهذا وغيره، ربما وقع في نفسك عدالته وإمامته.

فإن ثبتت عندك عدالته وإمامته بقول أهل العلم والدعاه السالف كلامهم.

فإن جرحه مجرح بجرح غير مفسر مثل قول بعضهم: إنه عميل أمريكاني، فهذا الكلام لا يلتفت إليه أصلًا ولا يعول على مثله وعلى ذلك فقس الجرح الذي لا دليل عليه.

* ثم إن كان الجرح مفسرًا بأن أخذوا بعض كلامه الموهم المحتمل مثل قوله: "إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم ربه أن يجنبه هو وبنيه إياها، لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي كان العرب يزاولونها في جاهليتهم أو التي كانت تزاولها تلك الوثنيات في صور شتى مجسمة بأحجار أو أشجار أو حيوان أو طير أو نجم أو نار أو أشباح، إن هذه الصورة الساذجة لا تستغرق صور الشرك بالله وتستغرق صور كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بالمدلول الشركي عند هذه الصورة الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من حقيقة الرؤية الصحيحة لما يعتو البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة، ولا بد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك وعلاقة الأصنام


(١) "سيد قطب المفترى عليه" محمد بن دليم آل دليم القحطاني ص ٣٣.