٣ - من حيث الصياغة إذا قارنا بينه وبين أسلوب سيد - رحمه الله تعالى - فهو في نزول، وسيد قَدْ سَمَا، وإن اعتبرناه من جنابكم الكريم فهو أسلوب "إعدادى" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز العالمية العالية.
لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبى، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.
٤ - لقد طغى أسلوب التهيج، والفزع على المنهج العلمي للنقد.
ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
٥ - في الكتاب من أوله إلى أخره: تهجم، وضيق عطن وتشنج في العبارات، فلماذا هذا؟
٦ - هذا الكتاب يُنشط الحزبية الجديدة التي أنشأت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقد تارة، وأن هذا بدعة أو ذاك مبتدع، وهذا ضلال، وذاك ضال، ولا بينة كافية للإثبات.
وَوَلَدَتْ غرور التَّدَيُن والاستعلاء، حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقى حملًا عن ظهره، قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ الأمة بحجز عن الهاوية وأنه في اعتبار الآخرين قد حلّق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر.
وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتُبر بناء عالى الشرفات فهو إلى التساقط، ثم التبرد في إدراج الرياح العاتية.
هذه سمَاتٌ ستٌ تَمَتَّعَ بها هذا الكتاب فآلَ غير ممتع هذا ما بدا إلى حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأننى من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا، وإيمانًا مشرفًا، وحقًا أبلجًا، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته، واسترسال بعبارات لَيْتُه لمْ يَفُهْ بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر، والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من