خلال القرآن العظيم، والسُّنَّة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته وَطُلِبَ منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة إن إصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها، أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع الدعاء له بالمغفرة، والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه، ولا هجر كتبه، واعتبر - رعاك الله - حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبى إسماعيل الهروى، والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - مع ما لديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما ثمرة الإسلام والسنة، وانظر:"منازل السائرين" للهروى - رحمه الله تعالى - تري عجائب لا يمكن قبولها ذلك فابن القيم - رحمه الله تعالى - يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه "مدارج السالكين". وقد بسطت في كتاب:"تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لى من قواعد ضابطة في ذلك.
وفى الختام: فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب: "أضواء إسلامية ...... "، وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوى لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء وتشذيبهم والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم.
وأسمح لى - بارك الله فيك - إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتى عليكم، ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدى نحوه، جرى القلم بما تقدم … سدد الله خطى الجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....