عن الإرادة - ٨٨ - ٩٣". لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد - رحمه الله تعالى - بهذا اللفظ: "القرآن مخلوق"، كيف يكون هذا استسهال للرمى بهذه المكفرات إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله: "ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها - أي الحروف المقطعة - مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس" ا هـ.
وهى عبارة لا شك في خطئها، لكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية: "خلق القرآن". اللَّهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك؟؟
لقد ذكرنى قوله هذا بقول نحوه للشيخ: محمد عبد الخالق عظيمة - رحمه الله تعالى - في مقدمة كتابه: "دراسات في أسلوب القرآن الكريم". والذي طبعته - مشكورة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. فهل نرمى الجميع بالقول بخلق القرآن .. اللَّهم لا، واكتفى بهذه من الناحية الموضوعية، وهي المهمة ومن جهات أخرى أبدى ما يلى:
١ - مسودة هذا الكتاب تقع في/ ١٦١ صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط عليّ، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب - رحمه الله تعالى - لعدد من الطلاب فأستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم.
لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا مما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندى كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.
٢ - مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجرى على وتيرة واحدة وهى: أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال … وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية.