بلالًا لأيتام أبي جهل، وإن أبا جهل قال لبلال: وأنت أيضًا تقول فيمن يقول: فأخذه فلطمه على وجهه، وسلفه في الشمس وعمدا إلى رحى فوضعها عليه، فجعل يقول: أحد أحد. قال: فبعث أبو بكر رجلًا كان له صديقًا، قال: اذهب فاشتري بلالًا.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، إلا أن نعيم بن أبي هند لم يدرك تلك القصة، فهو من الرابعة.
وانظر أسباب النزول للواحدي (ص ٣٩١).
١١٤٠ - قوله:"حتى مر به أبو بكر الصديق ﵁ يومًا وهم يصنعون ذلك به - وكانت دار أبي بكر في بني جمح. فقال لأمية بن خلف، ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى؟ قال: أنت الذي أفسدته فأنقذه مما ترى. فقال أبو بكر: أفعل. عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى، على دينك" أعطيكه به. قال: قد قبلت. قال هو لك. فأعطاه أبو بكر الصديق ﵁ غلامه ذلك وأخذه وأعتقه. ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر إلى المدينة ست رقاب. بلال سابعهم: عامر بن فهيرة (شهد بدرًا وقتل يوم بئر معونة شهيدًا) وأم غبيس، وزنيرة (وأوصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى! فقالت: كذبوا وبيت الله ما تضر اللات والعزى وما تنفعان. فرد الله بصرها" وأعتق النهدية وابنتها، وكانتا لا مرأة من بني عبد الدار فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها اوهى تقول: والله لا أعتقكما أبدًا. فقال أبو بكر ﵁ حل يا أم فلان (أي تحللى من يمينك) فقال: حل أنت أفسدتهما فأعتقهما. قال فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا. قال: قد أخذتهما وهما حرتان. أرجعا إليها طحينها. قالتا: أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؟ قال: ذلك إن شئتما" ومر بجارية بني مؤمل - هي من بني عدي - وكانت مسلمة، وكان عمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام - وهو ويومئذ مشرك - وهو يضربها، وحتى إذا حل قال: إني أعتذر إليك، إني لم أتركك إلا ملالة! فتقول: كذلك فعل الله بك فابتاعها أبو بكر فأعتقها" (٦/ ٣٩١٢).