عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾ -يعنى إذا كان عمدًا- الحر بالحر … وذلك أن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية -قبل الإسلام بقليل، فكان بينهم قتل وجراحات، حتى قتلوا العبيد والنساء، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا، فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدة والأموال، فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم، والمرأة منا الرجل منهم … فنزل فيهم: ﴿الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى﴾. (١/ ١٦٥).
[حسن لغيره].
ذكره ابن كثير في "تفسيره"(١/ ١٩٨ - ١٩٩)، فقال: رواه الإمام أبو محمد ابن أبى حاتم أبو زرعة، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وإسناده فيه ضعف؛ لوجود عبد الله بن لهيعة فيه، ولكن يشهد له ما أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(٢/ ٦١)، قال: حدثنى المثنى قال: ثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سفيان، عن السدى، عن أبى مالك قال: كان بين حيين من الأنصار قتال كان لأحدهما على الآخر الطول فكأنهم طلبوا الفصل، فجاء النبى ﷺ ليصلح بينهم فنزلت هذه الآية: ﴿الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى﴾ -فجعل النبى ﷺ الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى. وإسناده رجاله كلهم ثقات، غير السدى إسماعيل بن عبد الرحمن، فهو صدوق يهم من رجال مسلم وعزاه السيوطى في "الدر"(١/ ٣١٦) لابن مردويه وفي آخره قال ابن عباس: نسختها ﴿النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥] وله شاهد آخر عن الشعبى عن ابن جرير (١/ ٦٠) وعزاه السيوطى لعبد ابن حميد ولفظه "نزلت هذه الآية في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلا قتال عمية على عهد رسول الله ﷺ قال: يقتل بعبدنا فلان بن فلان، وتقتل بأمتنا فلانة بنت فلانة. فأنزل الله ﴿الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى﴾ وله شاهد آخر عن قتادة عزاه السيوطى في "الدر" (١/ ٣١٦) لعبد ابن حميد وابي داود في "ناسخه" وأبي القاسم الزجاجى في "أماليه" والبيهقي