للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وورد في أثر ابن عباس عند ابن جرير من طريق العوفي أن رسول الله - أكرمه وكلمه، وقال له: ما حاجتك هل تريد مني شيء، وإذا ذهب من عنده قال: هل لك حاجة في شيء.

وفي رواية عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وأبي يعلى عن أنس: "فكان النبي بعد ذلك يكرمه" كما في الدر.

وعزاها أيضًا ابن كثير (٤/ ٤٧١) لأبي يعلى من رواية عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس ، وفيه: "فكان النبي فكان النبي بعد ذلك يكرمه .. " الحديث.

وأما استخلافه فأخرج ابن جرير (١٢/ ٣٠/ ٣٣) من طريق بشر: ثنا يزيد، ثنا سعيد عن قتادة، فذكر قصة نزول الآيات. وفى آخره: "ذكر لنا أن رسول الله استخلفه بعد ذلك مرتين على أهل المدينة في غزوتين غزاهما يصلى بأهلها". وإسناده إلى قتادة صحيح وهو مرسل.

ومثله من طريق الحسين: ثنا أبو معاذ، ثنا عبيد قال: سمعت الضحاك فذكره. وهذا منقطع بين ابن جرير والحسين بن الفرج وهو متهم بالكذب.

قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ١١٩): وكان النبي يكرمه ويستخلفه على المدينة، وشهد القادسية في خلافة عمر فاستشهد بها.

قال المزى في "تهذيبه" (٢٢/ ٢٦، ٢٧): واستخلفه النبي على المدينة ثلاث عشرة مرة فى: الأبواء، وبواط، وذى العسيرة، وفى خروجه إلى ناحية جهينة في طلب كرز بن جابر، وفى غزوة السويق وعطفان، وأُحد، وحمراء الأسد، ونُجران، وذات الرقاع، واستخلفه حين سار إلى بدر ثم ردَّ أبا لُبابة واستخلفه عليها، واستخلفه في حجة الوداع، قال أبو عمر بن عبد البر: ذكر ذلك جماعة من أهل السير والعلم بالنسب والخبر.

وأما رواية قتادة عن أنس أن النبي استخلف ابن مكتوم على المدينة مرتين، فلم يبلغه ما بلغ غيره، والله أعلم.