قلت: -أي الحافظ- هو عند الإسماعيلى من رواية هشام عن ثابت وأخرجه من طريق يونس بن عبيد عن ثابت بلفظ:"أن رجلًا سأل عمر بن الخطاب عن قوله: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ ما الأب؟ فقال عمر: نهينا عن التعمق والتكلف"، وهذا أولى أن يكمل به الحديث الذى أخرجه البخاري، وأولى منه ما أخرجه أبو نعيم فى المستخرج من طريق أبي مسلم الكجي عن سليمان بن حرب شيخ البخارى فيه، ولفظه عن أنس:"كنا عند عمر وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟ ثم قال: مه نهينا عن التكلف". وقد أخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن سليمان بن حرب بهذا السند مثله سواء، وأخرجه أيضًا عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة بدل حماد بن زيد، وقال بعد قوله: فما الأب، ثم قال: يا ابن أم عمر، إن هذا لهو التكلف وما عليك أن لا تدرى ما الأب.
وسليمان بن حرب سمع من الحمادين لكنه اختص بحماد بن زيد، فإذا أطلق قوله: حدثنا حماد فهو ابن زيد، وإذا روى عن حماد بن سلمة نسبه، وأخرج عبد بن حميد أيضًا من طريق صالح بن كيسان عن الزهري عن أنس أنه أخبره أنه سمع عمر يقول: ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا﴾ الآية، إلى قوله: ﴿وَأَبًّا﴾ قال: كل هذا قد عرفناه فما الأب؟ ثم رمى عصًا كانت فى يده ثم قال: هذا لعمر الله التكلف: "اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب"، وأخرجه الطبرى من وجهين آخرين عن الزهرى، وقال في آخره:"اتبعوا ما بين لكم في الكتاب". وفي لفظ:"ما بين لكم فعليكم به وما لا فدعوه".
وأخرج عبد بن حميد أيضًا من طريق إبراهيم النخعى عن عبد الرحمن بن زيد:"أن رجلًا سأل عمر عن فاكهة وأبا فلما رآهم عمر يقولون أقبل عليهم بالدرة".
ومن وجه آخر عن إبراهيم النخعى قال:"قرأ أبو بكر الصِّدِّيق: "وفاكهة وأبًا"، فقيل: ما الأب؟ فقيل: كذا وكذا، فقال أبو بكر: إن هذا لهو التكلف، أي أرض تقلنى أو أى سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا