قلت: وصحيح على شرط الشيخين رجاله كلهم ثقات، غير أن حميد مدلس وقد عنعنه.
وأخرجه من طريق ابن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة عن موسى بن أنس قال: قرأ عمر: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ ومعه عصا في يده، فقال: ما الأبّ؟ ثم قال: بحسبنا ما قد علمناه، وألقى العصا من يده.
قلت: وهو صحيح رجال كلهم ثقات على شرط الشيخين، وأخرجه بنفس السند عن شعبة، عن خليد بن جعفر، عن أبي إياس معاوية بن قرة، عن أنس، عن عمر ﵁ قال:"إن هذا هو التكلف". وهو صحيح كالذي قبله، غير خليل بن جعفر فهو صدوق على شرط مسلم.
وأخرج الحاكم (٢/ ٥٥٩) من طريق يزيد بن هارون، أنبأ حميد، ومن طريق عن صالح، عن ابن شهاب عن أنس بن مالك ﵁ أخبره أنه سمع عمر بن الخطاب ﵁ يقول: ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ قال: فكل هذا قد عرفناه فما الأبّ؟ ثم نقض عصا كانت في يده فقال: هذا لعمر الله التكلف، اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وأقره الذهبي.
وذكره في "الدر"(٦/ ٥٢٢)، ونسبه لسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقى فى الشعب والخطيب.
وعند البخارى فى الاعتصام، باب: ما يكره من كثرة السؤال. عن ثابت عن أنس قال: كنا عند عمر فقال: "نهينا عن التكلف". (الفتح: ١٣/ ٢١٩/ ح ٧٢٩٣).
قال الحافظ في "الفتح"(١٣/ ٢٨٥، ٢٨٦): قوله: "عن أنس كنا عند عمر فقال: نهينا عن التكلف" هكذا أورده مختصرًا. وذكر الحميدى أنه جاء في رواية أخرى عن ثابت عن أنس أن عمر قرأ: ﴿وفاكهة وأبّا﴾ فقال: ما الأب؟ ثم قال: ما كلفنا أو قال: ما أمرنا بهذا.