رستم بضم الراء وسكون المهملة وضم المثناة وهو أبو عامر الخزاز بمعجمات مشهور بكنيته أكثر من اسمه فوصلها إسحق بن راهويه في مسنده، عن النضر بن شميل عن أبي عامر الخزاز، ووقعت لنا بعلو في "المحامليات"، وفي لفظه زيادة:"قال عن عائشة قالت: قلت: إني لأعلم أي آية في القرآن أشد، فقال لي النبي ﷺ: وما هي؟ قلت: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ فقال: إن المؤمن يجازى بأسوإ عمله في الدنيا يصيبه المرض حتى النكبة، ولكن من نوقش الحساب يعذبه. قالت: قلت: أليس قال الله تعالى" فذكر مثل حديث إسماعيل بن إسحق. وأخرجه الطبري وأبو عوانة وابن مردويه من عدة طرق عن أبى عامر الخزاز نحوه.
فائدة: قال الحافظ في "الفتح"(١/ ٢٣٨): "وقد وقع نحو ذلك لغير عائشة، ففي حديث حفصة أنها لما سمعت: "لا يدخل النار أحد مما شهد بدرًا والحديبية" قالت: أليس الله يقول: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ فأجيبت بقوله: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ الآية. وسأل أصحابه لما نزلت: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ أينا لم يظلم نفسه؟ فأجيبوا بأن المراد بالظلم الشرك.
الجامع بين هذه المسائل الثلاث ظهور العموم في الحساب والورود والظلم، فأوضح لهم أن المراد في كل منها أمر خاص، ولم يقع مثل هذا من الصحابة إلا قليلًا مع توجد السؤال وظهوره، وذلك لكمال فهمهم ومعرفتهم باللسان العربي" اهـ.
٩٩٩ - قوله: عن أبي عثمان، قال: "المؤمن يعطى كتابه بيمينه في ستر من الله، فيقرأ سيئاته، فكلما قرأ سيئة تغير لونه، حتى يمر بحسناته فيقرؤها فيرجع إليه لونه، ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات، قال: فعند ذلك يقول: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ (٦/ ٣٦٨١).