وعند ابن أبي عاصم (ح ٨٨٦) من حديث أبي الزبير مرفوعًا: "من نوقش الحساب بعمله هلك".
قلت: وإسنادهما حسن، وانظر تخريجه بالمعنى عن عائشة في كتابنا "خير الزاد".
قال الحافظ في "الفتح"(١١/ ٤٠٩):
* تنبيهان: أحدهما اختلف على ابن جريج في سند هذا الحديث، فأخرجه ابن مردويه من طريق أخرى عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة مختصرًا ولفظه:"من حُوسب يوم القيامة عذب". ثانيهما: محمد بن سليم هذا جزم أبو علي الجياني بأنه أبو عثمان المكي وقال: استشهد به البخاري في الرقاق، وفرق بينه وبين محمد بن سليم البصري وهو أبو هلال الراسبي استشهد به البخاري في التعبير، وأما المزي فلم يذكر أبا عثمان في التهذيب بل اقتصر على ذكر أبي هلال، وعلم علامة التعليق على اسمه في ترجمة ابن أبي مليكة، وهو الذي هنا وعلى محمد بن سيرين وهو الذي في التعبير، والذي يظهر تصويب أبي علي. ومحمد بن سليم أبو عثمان المذكور ذكره البخاري في التاريخ فقال: يروي عن ابن أبي مليكة وروى عنه وكيع، وقال ابن أبي حاتم: روى عنه أبو عاصم ونقل عن إسحق بن منصور عن يحيى بن معين قال: هو ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات. وأما متابعة أيوب فوصلها المؤلف في التفسير من رواية حماد بن زيد عن أيوب ولم يسق لفظه.
وأخرجه أبو عوانة في صحيحه عن إسماعيل القاضي عن سليمان شيخ البخاري فيه ولفظه:"من حوسب عذب"، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، فأين قول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ قال: ذاك العرض، ولكنه من نوقش الحساب عذب"، وأخرجه من طريق همام عن أيوب بلفظ. "من نوقش عذب فقالت كأنها تخاصمه فذكر نحوه وزاد في آخره: قالها ثلاث مرات"، وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن حماد بلفظ: "ذاكم العرض" بزيادة ميم الجماعة. وأما متابعة صالح بن