الناس، ثم دعا بجريدة رطبة" الحديث، ورواته ثقات، ولأبي داود الطيالسي عن ابن عباس بسند جيد مثله، وأخرجه الطبراني، وله شاهد عن أبي أمامة عند أبي جعفر الطبري في "التفسير".
(فائدة) قال الحافظ: "وأما ما رواه مسلم في حديث جابر الطويل المذكور في أواخر الكتاب أنه الذي قطع الغصنين، فهو في قصة أخرى غير هذه، فالمغايرة بينهما من أوجه، منها أن هذه كانت في المدينة وكان معه ﷺ جماعة، وقصة جابر كانت في السفر وكان خرج لحاجته فتبعه جابر وحده ومنها أن في هذه القصة أنه ﷺ غرس الجريدة بعد أن شقها نصفين كما في الباب الذي بعد هذا من رواية الأعمش، وفي حديث جابر أنه ﷺ أمر جابرًا بقطع غصنين من شجرتين كان النبي ﷺ استتر بهما عند قضاء حاجته، ثم أمر جابرًا فألقى الغصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان النبي ﷺ جالسًا، وأن جابرًا سأله عن ذلك فقال "إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفع عنهما ما دام الغصنان رطبين" ولم يذكر في قصة جابر أيضًا السبب الذي كانا يعذبان به، ولا الترجي الآتي في قوله "لعله"، فبان تغاير حديث ابن عباس وحديث جابر وأنهما كانا في قصتين مختلفتين، ولا يبعد تعدد ذلك. وقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة "أنه ﷺ مر بقبر فوقف عليه فقال: ائتوني بجريدتين، فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه" فيحتمل أن تكون هذه قصة ثالثة، ويؤيده أن في حديث أبي رافع كما تقدم "فسمع شيئًا في قبر" وفيه "فكسرها باثنين ترك نصفها عند رأسه ونصفها عند رجليه" وفي قصة الواحد جعل نصفها عن رأسه ونصفها عند رجليه، وفي قصة الإثنين "جعل على كل قبر جريدة""الفتح"(١/ ٣٨١ - ٣٨٣).
٩٩٥ - قوله: عن حذيفة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا يدخل الجنة قتات"(٦/ ٣٦٦٣).
[صحيح]
أخرجه البخاري في الأدب/ باب ما يكره من النميمة "الفتح" (١٠/ ٤٨٧