شيء ما جئت إلى أحد من أزواجك بمثله، في يومي وفي داري وعلى فراشي قال: ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها. قلت: بلى. فحرمها، وقال: لا تذكري ذلك أحد. فذكرته لعائشة فأظهره الله ﷿ عليه، فأنزل الله الآية.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، غير والد سعيد وهو يحيى بن سعيد بن أبان، وهو صدوق يغرب، ومحمد بن إسحاق ثقة لكنه مدلس وقد رواه عن الزهري بالعنعنة.
قلت: ولكن تابعه معمر عنده (١١/ ٢٨/ ١٠٤) عن الزهرة بسنده عن ابن عباس في سؤاله عمر عن المرأتين، ثم ذكر الحديث ابن عباس طرق كثيرة، وهو في الصحيح.
وله شاهد عند الواحدي في "أسبابه"(ص ٣٧٣). من طريق أبو النضر مولى عمر بن عبد الله، عن علي بن عباس، عن عمر (هكذا) قال: دخل رسول الله ﷺ بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدتها معه. فذكر معاتبتها للنبي ﷺ وتحريمه مارية عليه واعتزاله نسائه ونزول الآية.
قلت: وفي هذا الإسناد خطأ، والصواب أن يكون هكذا (عن علي عن ابن عباس … ) ولعل لفظ (عن) حُرف إلى (بن).
ويؤيد ذلك أن ابن جرير أخرجه (١١/ ٢٨/ ١٠٤) من نفس الطريق عن علي بن الحسين عن ابن عباس، عن عمر مختصرًا وهو عند النسائي في " تفسيره"(٢/ ٤٥٢/ ح ٦٣٠) وإسناده صحيح.
وفي إسناد الواحدي عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
قال الحاكم: ذاهب الحديث، وقال الذهبي: رواه "المغني"(١/ ٣٤٢).
وذكره الحافظ في "الفتح"(٨/ ٥٢٥) شواهد له فقال: أخرج الضياء في "المختارة" من سند الهيثم بن كليب ثم من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: قال رسول الله ﷺ لحفصة: لا تخبري أحدًا