وابن جرير (١١/ ٢٧/ ١٣٤) من طرق صحيحة إليه إلا أنه من مرسل قتادة، ومراسيله واهية وعندهم شبه الريح.
وفي الباب عن غير هؤلاء، وإنما تركت ذكرهم لأنهم كسابقيهم لا يخلو من ضعف أو إرسال أو انقطاع، وهذا ما قاله ابن كثير في "تفسيره"(٣/ ٢٢٢، ٢٢٣) قال: قد ذكر كثير من المفسرين ههنا قصة الغرانيق، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظنًا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا، ولكنها من طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح. وقال في موضع آخر: وكلها مرسلات ومقطعات. وقال القرطبي في "تفسيره"(٧/ ٤٤٧٢): الأحاديث المروية في نزول هذه الآية، وليس منها شيء يصح.
ثم نقل الروايات المتقدمة، وذكر ضعفها، ونقل عن القاضي عياض كلامه على القصة في "الشفا"، كذلك نقله ابن حجر في "الفتح"(٨/ ٢٩٣) وهو كلام مفيد وجيد، ولا يلتفت لمن أنكره، ولم يرضه.
ولمزيد من الكلام على هذه القصة انظر رسالة العلامة ناصر الدين الألباني "نصب المجانيق"، وتعليق الشيخ أحمد شاكر على الترمذي في أبواب الصلاة/ باب ما جاء في السجدة في النجم (٢/ ٤٦٤ - ٤٦٥).
٩٠٢ - قوله:"عن هناد بن الأسود، قال: كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزوا إلى الشام، فتجهزت معهما فقال ابنه عتبة، والله لأنطلقن إلى محمد، ولأوذينه في ربه، فانطلق حتى أتى النبي ﷺ فقال: يا محمد. هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى … فقال النبي ﷺ: "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك" … ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه، فقال: يا بني ما قلت له؟ فذكر له ما قاله: فقال: فما قال لك؟ قال: اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك. قال: يا بني والله ما آمن عليك دعاءه! فسرنا حتى نزلنا أبراه - وهي في سدة - ونزلنا إلى صومعة راهب. فقال الراهب: يا معشر العرب، ما أنزلكم هذه البلاد؟ فإنها يسرح فيها الأسد كما تسرح الغنم! فقال أبو لهب: إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي؛ وإن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه