ومحمد بن فليح بن سليمان لولا أنه من رجال البخاري لحكم عليه بالضعف، وإلا فإنه صدوق يهم. والأثر من مرسلات الزهري، وهي عندهم ليست بشيء، بل أشر من غيرها، كما قال يحيى بن سعيد.
وأخرج البيهقي في "الدلائل"(٢/ ٢٨٥) من طريق القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة، وفي أوله ذكر الهجرة الأولى، وفيه قصة الغرانيق.
قلت: والقاسم بن عبد الله بن المغيرة، ذكره في "الجرح"(١٢/ ٣١٢) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وإسماعيل بن أبي أويس، من رجال الشيخين، قال الدارقطني: لا أختاره في الصحيح. وضعفه النسائي، وابن معين، وكذبه المروزي، وقال أحمد: لا بأس ولينه الذهبي، وقال في "التقريب": صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه. وفوق هذا الحديث منقطع، فموسى بن عقبة لم يحضر تلك الحادثة.
وأخرجه ابن جرير (٩/ ١٧/ ١٣١) حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال ثنا حجاج عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي، ومحمد بن قيس قالا جلس رسول الله ﷺ، فذكره.
وأبي معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف، والخبر أيضًا منقطع كالمتقدم.
وعنده من وجه آخر عن محمد بن كعب من طريق ابن حميد قال: ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد المدني عنه. فذكره وهو ضعيف لضعف ابن حميد، وتدليس وعنعنة ابن إسحاق.
وأخرجه من طريق ابن عبد الأعلى قال: ثنا المعتمر قال: سمعت داود عن أبي العالية فذكره بنحوه مختصرًا وزاد فيه (ومثلهن لا ينسى) يعني الغرانيق.