وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى؟﴾. ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت فقال: وإنهن لهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى .... وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته … فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة وزلت بها ألسنتهم. وتباشروا بها. وقالوا إن محمدًا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه .. فلما بلغ رسول الله ﷺ آخر النجم سجد، وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك. غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلًا كبيرًا فرفع ملء كفه ترابًا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله ﷺ فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان في مسامع المشركين فاطمأنت أنفسهم - أي المشركون - لما ألقى الشيطان في أمنية رسول الله ﷺ وحدثهم به الشيطان أن رسول الله ﷺ قد قرأها في السورة، فسجدوا لتعظيم آلهتهم. ففشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة ومن لها من المسلمين: عثمان بن مظعون وأصحابه. وتحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم، وصلوا مع رسول الله ﷺ وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه، وحدثوا أن المسلمين قد آمنوا بمكة، فأقبلوا سراعًا، وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته، وحفظه من الفرية وقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ ........ الخ﴾ فلما بين له قضاءه وبرأه من سجع الشيطان، انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم على المسلمين … واشتدوا عليهم" (٦/ ٣٤١٩، ٣٤٢٠).
[ضعيفة]
ذكرها ابن كثير في "تفسيره" (٢/ ٢٢٣) عن ابن أبي حاتم من طريق موسى بن أبي موسى الكوفي حدثنا محمد بن إسحاق الشيبي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب فذكرها.
قلت: موسى بن أبي موسى. مقبول، وشيخه صدوق، ووقع خطأ في نسبته، والصواب أنه المسيبي كذا في "الجرح" و"التقريب".