وعند عبد البر بلفظ "ثلاث تتبع المسلم بعد موته، صدقة أمضاها يجرى له أجرها، وولد صالح يدعوا له، وعلم أفشاه فعمل به من بعده".
قال في "الزوائد": ما يقتضى أنه صحيح، رواه ابن حبان في "صحيحه".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(١/ ٥٨): رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
وله شاهد آخر عند ابن ماجه (ح ٢٤٢) من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، حدثني الزهري، حدثني أبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة مرفوعًا "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علمًا علمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه أو نهر أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه بعد موته".
قال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" مثله إلا أنه قال "أو نهر أكراه" وقال: "يعني حفره" ولم يذكر المصحف.
وقال في "الزوائد": إسناده غريب، ومرزوق مختلف فيه، وقد رواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن محمد بن يحيى الذهلي به.
وذكره ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(١/ ١٦) مختصرًا، وعنده من طريق يزيد بن أبي خصيفة وعمران بن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد مولى المقبري، عن أبي هريرة بلفظ "ثلاث تنال المؤمن بعد وفاته" فذكره بنحو ما تقدم.
٩٠١ - قوله: "عن ابن شهاب قال: أنزلت سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر. وكان رسول الله ﷺ قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم، وأحزنه ضلالهم، فكان يتمنى هداهم. فلما أنزل الله سورة النجم قال: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ