قلت: اتفقت المصادر على طرفه الأول "للشهيد عند الله ست خصال يغفر له من أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة" واختلف بعد ذلك في ترتيب الخصال الست.
وقد سقط من رواية الترمذى قوله:"ويحلى حلة الإيمان" وهي عند الباقين، وسقط من رواية ابن ماجه قوله وقد "ويوضع على رأسه تاج الوقار" وهي عندهم أيضًا.
وقد اختلف أيضًا في عدد الخصال، فهي عند أحمد تسع خصال بخلاف نص الحديث. وعند الترمذي وابن ماجه سبع خصال. ووقع عند الطبراني في رواية "تسع خصال - أو عشر خصال" بالشك.
وفى الباب عن عبادة بن الصامت عند أحمد (٤/ ١٣١) من طريق إسماعيل بن عياش بسنده المتقدم عن كثير بن مرة عنه مرفوعًا بمثل حديث المقدام.
قال المنذرى في "الترغيب والترهيب"(٢/ ١٩٤): رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن. وقال الحافظ في "الفتح"(٦/ ٢٠): إسناده حسن. وقال أيضًا (٦/ ١٩ - ٢٠) روي ابن ماجه من طريق شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: "ذكر الشهيد عند النبي ﷺ فقال: "لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجاته من الحور العين وفى يد كل واحد منها حلة خير من الدنيا وما فيها "وذكره المنذرى في "الترغيب" (٢/ ١٩٦) ونسبه كما تقدم، وصدره بـ (عن).
وذكر له شاهد (٢/ ١٩٣) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "الشهداء ثلاثة رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله يريد أن لا يقتل ولا يقتل ولا يقاتل … وفيه "فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها، وأجير من عذاب