بها فرحًا شديدًا، وخرجوا يستقبلونها في الأودية وهم يحسبون فيها الماء"، ﴿قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾ (٦/ ٣٢٦٧).
[إسناده حسن]
أخرج ابن جرير في "تفسيره" (١١/ ٢٦/ ١٧) من طريق بسر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: "ذكر لنا أنهم احتبس عنهم المطر زمانًا فلما رأو العذاب مقبلًا قالوا: ﴿هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا .... الآية﴾.
قلت: وإسناده حسن، إلا أنه ليس عليه دليل، ولا مستند من كلام الله ﷿، ولا إخبار من النبي ﷺ وتبدوا عليه علامات كلام أهل الكتاب.
وفى الباب عن محمد بن إسحاق بسند ضعيف، فيه محمد بن حميد الرازى، وعن ابن عباس من طريق العوفى، وهو ضعيف.
٧٩٦ - قوله "عن ابن عباس ﵄ قال: "ما قرأ رسول الله - ﷺ على الجن ولا رآهم. انطلق رسول الله ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ. وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شئ حدث، فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها، وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانطلقوا يضربون في مشارق الأرض ومغاربها، يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامه إلى رسول الله ﷺ وهو بنخلة عامدًا إلى سوق عكاظ، وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر. فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك حين رجعوا إلى قومهم. وقالوا ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾ … وأنزل الله على نبيه ﷺ: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ … الآية﴾ وإنما أوحى إليه قول الجن.