السهيلى اعتراض ابن الزبعرى غير لازم، لأن الخطاب مخصوص بقريش، وما يعبدون من أصنام، ولذلك أتى بما الواقعة على ما لا يعقل اه. وحديث ابن عباس الذي تقدم ينقض عليه هذا التأويل، فإنه صرح بأن المراد كل ما يعبد من دون الله.
قلت: وهذه الطرق تؤكد بعضها بعضًا وتجعل لها أصلًا من سيرة النبي ﷺ إلا قوله: "كل من أحب أن يعبد من دون الله … إلخ" فلم أجده في هذه الشواهد، وانظر "الدر المنثور"(٨/ ٦٠٨، ٦٠٧).
٧٨٧ - قوله: عن أبي أمامة ﵁ قال: إن رسول الله ﷺ خرج على الناس وهم يتنازعون في القرآن، فغضب غضبًا شديدًا، حتى كأنما صب على وجهه الخل، ثم قال ﷺ:"لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه ما ضل قوم قط إلا أتوا الجدل" ثم تلا ﷺ ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾.
(٥/ ٣١٩٨).
[حسن]
أخرجه بهذا اللفظ ابن جرير في "تفسيره"(١١/ ٢٥/ ٥٣) من طريق عباد بن عباد، عن جعفر، عن القاسم، عن أبي أمامة، فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه جعفر، وهو ابن الزبير الشامى، كذبه شعبة، قال البخارى: تركوه، وقال في التقريب: متروك.
* تنبيه: وقع في إسناد ابن جرير أنه قال (جعفر بن القاسم) والصواب كما تقدم والتصحيح عن ابن كثير في "تفسيره"(٤/ ١٣٤) ومن "تهذيب الكمال للمزى، ووقع أيضًا عند ابن كثير (عباد بن عباد) وعند المؤلف، (عبادة بن عبادة)، والصواب ما وقع في إسناد ابن جرير.
وللحديث شاهد عند أحمد (٥/ ٢٥٢، ٢٥٦) والترمذى في تفسير القرآن /