- ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سهل بن عسكر ومحمد بن عبد الملك، قالا: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب بن منبه، قال: لما رأى أورميا هدم بيت المقدس كالجبل العظيم، قال: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب ابن منبه، قال: هي بيت المقدس. حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنه بيت المقدس، أتى عليه عزير بعد ما خربه بختنصر البابلي. حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، قال: حدثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} أنه مر على الأرض المقدسة. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة في قوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} قال: القرية بيت المقدس، مر بها عزير بعد إذ خربها بختنصر. حدثنا عن عمار، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} قال: القرية بيت المقدس، مر عليها عزير وقد خربها بختنصر. وقال آخرون: بل هي القرية التي كان اللَّه أهلك فيها الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم اللَّه: موتوا. - ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول اللَّه تعالى ذكره: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} قال: قرية كان نزل بها الطاعون، ثم اقتص قصتهم التي ذكرناها في موضعها عنه، إلى أن بلغ {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا} في المكان الذي ذهبوا يبتغون فيه الحياة، فماتوا ثم أحياهم اللَّه {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} قال: ومر بها رجل وهي عظام تلوح، فوقف ينظر، فقال: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ}. قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك كالقول في اسم القائل: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} سواءً لا يختلفان. وقال ابن كثير في "تفسيره" (١/ ٦٨٧): =