وخالفه محمد بن خالد الرازي، فرواه عن عمرو، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن أبيه، وكلاهما رفع الحديث من أوله إلى آخره. ورواه المسعودي، عن سماك، عن عبد الرحمن، عن أبيه، ولم يذكر القاسم، ووقف أول الحديث، ورفع آخره، وحديث محمد بن خالد، عن عمرو بن أبي قيس أشبههما بالصواب. قلت: وعلة الحديث في سماع عبد الرحمن بن عبد اللَّه من أبيه، وقد اختلفت مذاهب أهل العلم في سماعه من أبيه. فقال فريق: لم يسمع. وهم: ابن معين في رواية، وشعبة، والنسائي كما في "سننه" (٣/ ١٠٤)، والحاكم. وسئل أحمد قيل له: هل سمع عبد الرحمن بن عبد اللَّه من أبيه شيئًا؟ قال: أما سفيان وشريك فإنهما لا يقولان سمع، وأما إسرائيل فإنه يقول في حديث الضب سمعت، وكذا نفى السماع ابن خراش، وقال يحيى القطان: مات ابن مسعود، وعبد الرحمن بن عبد اللَّه ابن ست أو نحو ذلك، وكذا قال أحمد كما في "تاريخ دمشق" (٣٥/ ٦٨). وقال العجلي: إنه لم يسمع من أبيه إلا حرفًا واحدًا، وقال أحمد بن حنبل: يقال أنه لم يسمع من أبيه إلا حرفًا واحدًا وذكره. ومنهم من نفى السماع وهم: ابن معين في رواية، وأبو حاتم الرازي، وعبد الملك بن عمير. وقال ابن المديني: سمع من أبيه حديثين، حديث الضب، وحديث تأخير الوليد الصلاة، وهذا ذكره في "علله"، وفي "تاريخ دمشق" ساقه بإسناده عن علي، قال: لقي عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود أباه عبد اللَّه، انظر: "تهذيب الكمال" (٣٨٦٥)، و"تهذيب التهذيب" (٤٤٨٣)، و"المراسيل" لأبي حاتم (٩٥١)، و"تاريخ دمشق" (٣٥/ ٦٢)، و"الجرح والتعديل" (٥/ ٢٤٨)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ٣٠٠)، و"التاريخ الصغير" (ص ٣٣)، و"تحفة التحصيل" (٢٠٠). قلت: واللقاء لا يعني السماع المطلق، والنص الأول مبين لذلك، وبالنظر في الأقوال نرى أنه لا تعارض بينهما، فمن أثبت السماع يفيد بما عينه العلماء، كما قال ابن المديني، وأحمد، والعجلي، ومن نفى السماع استصحب الأصل، فإن عمره يوم مات أبوه ست سنين. وقد روى أبو حاتم في "المراسيل" (٩٥١) بإسناده عن سلم بن قتيبة: قلت لشعبة: إن البري يحدثنا عن أبي إسحاق، أنه سمع أبا عبيدة يحدث أنه سمع ابن مسعود، قال: أوه، كان أبو عبيدة ابن سبع سنين، وجعل يضرب جبهته، فإذا كان هذا حال أبي عبيدة وهو ابن سبع، فكيف بعبد الرحمن وهو ابن ست =