قلت: وهو حديث منكر؛ وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف، وعنه عبد اللَّه بن أبي عمرو الغفاري، وهو متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع، قال الذهبي في "الميزان" (٣/ ٦١٠): الغفاري متهم بالكذب، فهذا عنه محتمل، وأما عن معاوية فلا واللَّه. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة" (٧/ ٦٠): سند ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٣١٨): هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: الغفاري يضع الأحاديث، وأما عبد الرحمن فاتفقوا على تضعيفه. وقال الهيثمي في "المجمع" (٩/ ٤٤): رواه أبو يعلى، والطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد اللَّه بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف. وأخرج نحوه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٠/ ٢٠٤)، من طريق عصام بن يوسف الباهلي البلخي، قال ابن عدي: روى عصام هذا عن الثوري وعن غيره أحاديث لا يتابع عليها. انظر: "الكامل" (٧/ ٨٧)، و"الميزان" (٣/ ٦٧). (١١٧) "موضوع" "المعجم الأوسط" (٩٢٤٧)، وأخرجه ابن شاهي في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (١٧٩) بسنده عن طلحة بن زيد به، إلا أن فيه: "فنزل فعلمه بلالًا". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا طلحة بن زيد، تفرد به محمد بن ماهان الواسطي. قلت: وإسناده واهٍ؛ وآفته طلحة بن زيد، وهو متهم بالكذب، كذا قال أحمد، وابن المديني، وأبو داود، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حجر: متروك. وقال ابن رجب الحنبلي في شرحه "فتح الباري" (٥/ ١٧٩): وهو موضوع بهذا الإسناد بغير شك، وطلحة هذا كذاب مشهور، ونبهنا على ذلك لئلا يغتر بشيء منه، وإنما شرع الأذان بعد هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة، والأحاديث الصحيحة كلها تدل على ذلك.