للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رَكِبَكِ مِثْلُهُ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَإِذَا هُوَ بِعَجُوزٍ عَلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: سِرْ يَا مُحَمَّدُ. فَسَارَ مَا شاءَ أَنْ يَسِيرَ، فَإِذَا شَيْءٌ يَدْعُوهُ مُتَنَحِّيًا عَنِ الطَّرِيقِ: هَلُمَّ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: سِرْ يَا مُحَمَّدُ. فَسَارَ مَا شاءَ اللَّهُ أَنْ يَسِيرَ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيَهُ خَلْقٌ مِنَ الخَلْقِ، فَقَالَ أحَدُهُمْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آخِرُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَاشِرُ. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: ارْدُدِ السَّلَامَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ لَقِيَهُ الثَّانِي فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَةِ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَقِيَهُ الثَّالِثُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَةِ الأَوَّلَيْنِ، حَتَّى انْتَهَىَ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ، فَعُرِضَ عَلَيْهِ الماءُ وَاللبَنُ وَالخَمْرُ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- اللبَنَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْه السَّلام: أَصَبْتَ الفِطْرَةَ، لَوْ شَرِبْتَ الماءَ لَغَرِقْتَ وَغَرِقَتْ أُمَّتُكَ، وَلَوْ شَرِبْتَ الخَمْرَ لَغَوَيْتَ وَغَوِيَتْ أُمَّتُكَ. ثُمَّ بُعِثَ لَهُ آدَمُ فَمَنْ دُونَهَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- تِلْكَ الليْلَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ جِبْريلُ عَلَيْه السَّلام: أَمَّا العَجُوزُ الَّتِي رَأَيْتَ مِنْ عَلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا بَقِىَ مِنْ تِلْكَ العَجُوزِ، وَأمَّا الَّذِى أَرَادَ أَنْ تَمِيلَ إِلَيْهِ فَذَاكَ عَدُوُّ اللَّهِ إِبْلِيسُ، أَرَادَ أَنْ تَمِيلَ إِلَيْهِ، وَأَمَّا الَّذِينَ سَلَّمُوا عَلَيْكَ فَذَاكَ إِبْرَاهيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ. (٦٩)


(٦٩) "ضعيف"
"تهذيب الآثار" (١/ ٤١٠)، وأخرجه أيضًا في "التفسير" (١٥/ ٦)، والضياء في "المختارة" (٣/ ٨)، من طريق يونس بن عبد الأعلى الصدفي به.
وتوبع يونس بن عبد الأعلى، تابعه أبو علي بن مقلاص به، رواه البيهقي في "الدلائل" (٢/ ٣٦١ - ٣٦٢).
قلت: ورجال إسناده ثقات، ويعقوب بن عبد الرحمن من رجال الشيخين، وأبوه عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد القاري، وثقه ابن معين، كما في "الجرح والتعديل" (٥/ ٢٨١).
وعلة الإسناد عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة، لم أقف له على ترجمة، وكذا قال العلامة الألباني في كتاب "الإسراء والمعراج"، ومما يرجح لنا جهالته ما قاله الإمام ابن كثير في "تفسيره" (٥/ ١١): في بعض ألفاظه نكارة، وصح بعضه من حديث أنس -رضي اللَّه عنه-.

<<  <   >  >>