للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَبْكُونَ وَتَشُقُّونَ ثِيَابَكُمْ جَزَعًا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَحْيَاهُ اللَّهُ أَرَدْتُمْ قَتْلَهُ! قَالُوا: فَمَا تَأْمُرِينَا بِهِ؟ قَالَت: ائْتُوهُ فَآمِنُوا بِهِ. فَأْتُوهُ فَقَالُوا: خَصْلَةٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ، إِنْ أَنْتَ فَعَلْتَهَا آمَنَّا بِكَ وَاتَّبَعْنَاكَ. قَالَ: وَمَا هِي؟ قَالُوا: تُحْيِي لَنَا عُزَيْرًا. قَالَ: دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ. فَنَزَلَ يَمْشِىِ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، قَالَ: فَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا، فَجَعَلَ يَنْفَرِجُ عَنْهُ التُّرَابُ حَتَّى خَرَجِ قَدِ ابْيَضَّ نِصْفُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا فِعْلُكَ يَا ابنَ مَرْيَمَ. فَقَالَ: مَا أَصْنَعُ بِكَ، هَذَا فِعْلُ قَومِكَ، زَعَمُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بِي وَلا يَتَّبِعُونِي حَتَّى أُحْيِيَكَ لَهُمْ، وَهَذَا فِي هُدَى قَومِكَ يَسِيرٌ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ يَعِظُهُمْ، وَيَأْمُرُهُمْ بِالِإيمَانِ وَاتبَاعِهِ، فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ: عَهِدْنَاكَ وَأَنْتَ أَسْوَدُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَالنِّصفُ مِنْ رَأْسِكَ قَد ابْيَضَّ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ الصَّيْحَةَ فَظَنَنْتُهَا دَعْوَةُ الدَّاعِي، حَتَّى أَدْرَكَنِي مَلَكٌ فَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ دَعْوَةُ ابْنِ مَرْيَمَ فَانْتَهَى الشَّيْبُ إِلَى مَا تَرَى. (٣٧٥)

٤٩٩ - قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "الزُّهْدِ":

أَخْبَرَنَا (غَوْثُ) (٣٧٦) بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أبَا الْهُذَيلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَاهِبًا يَقُولُ: إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِعِيسَى عليه السلام حِينَ وَضَعَهُ عَلَىِ بَيْتِ المقْدِسِ، فَقَالَ: زَعَمْتَ أنَّكَ تُحْيِي الموْتَى، فَإِنْ كُنْتَ كَذَلِكَ فَادْعُ اللَّه أَنْ يَرُدَّ هَذَا الجبَلَ خُبْزًا. فَقَالَ لَهُ عِيسَى عليه السلام: أَوَ كُلَّ النَّاسِ يَعِيشُونَ مِنَ الخبْزِ؟ فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: فَإِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ فَثِبْ مِنْ هَذَا المكانِ، فَإِنَّ الملَائِكَةَ سَتَلْقَاكَ. قَالَ: إِنَّ رَبِي عَزَّ وَجَلَّ


(٣٧٥) "من الإسرائيليات"
"فضائل الشام ودمشق" (٨٩).
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢/ ٣٢٤) من طريق تمام به، وهذا من الإسرائيليات.
(٣٧٦) وقع في "الزهد": عوف. والصواب: غوث.

<<  <   >  >>