"سنن الترمذي" (٣٩١٨)، وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه" (٣٧٤١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ١٨٠)، من طريق عبد الأعلى بن حماد به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد اللَّه. قلت: إسناده على شرط الشيخين، إلا محمد بن عبد الأعلى فهو من رجال مسلم، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي"، وأشار الترمذي إلى علة فيه، فقال في "العلل الكبير" (٢/ ٩٤٥): سألت محمدًا عن حديث معتمر. . . فقال: روى أنس بن عياض هذا الحديث عن عبيد اللَّه، عن قطن بن وهب، عن رجل، قال محمد: أُرَاه يحنس، وحديث أنس عندي صحيح. وهذا الوجه أخرجه مسلم (١٣٧٧)، ومالك في "الموطأ" (٢/ ٨٨٥)، وأحمد (٣/ ١١٢، ١١٩، ١٣٣)، وأبو يعلى (٥٧٩٠) وغيرهم، ولفظ مسلم: أنه كان جالسًا عند عبد اللَّه بن عمر في الفتنة، فأتته مولاة له تسلم عليه، فقالت: إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن، اشتد علينا الزمان، فقال لها عبد اللَّه: اقعدي لكاع، فإنى سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيدًا -أو شفيعًا- يوم القيامة". وعبيد اللَّه مكثر، ولا مانع أن يحدث به على الوجهين، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" الاختلاف على عبيد اللَّه، وصحح الوجهين فقال (١٣/ ٥٦): وأما عبيد اللَّه ابن عمر، فإن معتمر بن سليمان، وسالم بن نوح، والمفضل بن صدقة أبا حماد، رووه عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، وخالفهم أبو ضمرة أنس بن عياض، رواه عن عبيد اللَّه، عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن مولاة لابن عمر، عن ابن عمر، ويشبه أن يكون القولان عن عبيد اللَّه محفوظين: حديث نافع، وحديث قطن بن وهب؛ لأن حديث نافع له أصل عنه، رواه عنه أيوب، وأبو بكر بن نافع، وربيعة بن عثمان، وحديث قطن بن وهب محفوظ أيضًا، حدث به عنه عبيد اللَّه بن عمر. (٢٨٦) "صحيح" =