للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّه استلامه وتقبيله، كأنه يمينه، والمساجد التي هي بيوته.

وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض.

وقد صحَّ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه نهى عن النذر وقال: "إِنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ". فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه ولا يأتي بخير، فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع.

وأمَّا إجابة الدعاء: فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدق التجائه، وقد يكون سببه مجرد رحمة اللَّه له، وقد يكون أمرًا قضاه اللَّه لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى وإن كانت فتنة في حق الداعي.

فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم فيسقون وينصرون، ويعافون ويرزقون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم بها.

وقد قال اللَّه تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} (١٩).

وقال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (٢٠).

وأسباب المقدورات فيها أمور يطول تعدادها ليس هذا موضع تفصيلها.

وإنما على الخلق اتباع ما بعث اللَّه به المرسلين والعلم بأن فيه خير الدنيا والآخرة، ولعلِّي إن شاء اللَّه أبيِّن بعض أسباب هذه التأثيرات في موضع آخر (٢١).


(١٩) الإسراء: ٢٠.
(٢٠) الجن: ٦.
(٢١) "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" (ص ٢٩٠ - ٢٩٦).

<<  <   >  >>