كتاب موسوعة بيت المقدس وبلاد الشام الحديثية

بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِئَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ اليَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ (١٧٥) فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ (١٧٦) وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُختِ (١٧٧) فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحَهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّه، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّه مَطَرًا لَا يَكُنٌّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ (١٧٨) وَلَا وَبَرٍ (١٧٩) فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنْ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا (١٨٠)، وَيُبَارَكُ فِي الرُّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللَّقحَةَ مِنْ الإِبِلِ لَتَكْفِي

= مطل عليها، وهي من أعمال الأردن، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام، وكذلك بينها وبين بيت المقدس، وبينها وبن عكا يومان، وهي مستطيلة على البحيرة. انظر "معجم البلدان" (٤/ ١٩ - ٢٢).
(١٧٥) النغَفُ: دود يسقط من أنوف الغنم والإبل، واحدته نغفة ونغف، والنغف دود طوال سود وغبر، وقيل: هي دود طوال سود وغبر وخضر تقطع الحرث، وقيل: هي دود عقف، وقيل: غضف تنسلخ عن الخنافس ونحوها، وقيل: غير ذلك. انظر "لسان العرب": نغف.
(١٧٦) الزُّهُومَةُ: ريح لحم سمين منتن، ولحم زهم ذو زهومة، قال الأزهري: الزهومة عند العرب كراهة ريح بلا نتن أو تغير، وذلك مثل رائحة لحم غث، أو رائحة لحم سبع. انظر "لسان العرب": زهم.
(١٧٧) البُخْت والبُخْتِيَّة دخيل في العربية أعجمي معرب، وهي: الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج. انظر "لسان العرب": بخت.
(١٧٨) المَدَرُ: قطع الطين اليابس، وقيل: الطين العلك الذي لا رمل فيه، واحدته: مدرة. انظر "لسان العرب": مدر.
(١٧٩) الوَبَرُ: صوت الإبل والأرانب ونحوها، والجمع: أوبار، قال أبو منصور: وكذلك وبر السمور والثعالب والفنك، الواحدة: وبرة. انظر "لسان العرب": وبر.
(١٨٠) القِحْف: العظم الذي فوق الدماغ من الجمجمة، والجمجمة التي فيها الدماغ، ويستظلون بقحفها أراد قشرها، تشبيها بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدماغ، وقيل: هو ما انطبق. انظر "لسان العرب": قحف.