كلاهما، عن ابن فضيل، عن حصين، عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي قال:"كان لنا غلامان فكانا يقرآن كتابًا لهما بلسانهما، فكان النبي ﷺ يمر عليهما، فيقوم يستمع منهما، فقال المشركون: يتعلم منهما، فأنزل الله تعالى ما كذبهم به. فذكر الآية.
وقد تابع ابن فضيل علي حديثه هشيم، وخالد بن عبد الله.
والأثر ظاهره الاتصال. إلا أن عبيد الله بن مسلم مختلف في صحبته، وعلى كل حال مرسل من هو مختلف في صحبته أفضل من مرسل غيره، والأثر إسناده حسن.
ورواه أيضًا متصلًا الحاكم (٢/ ٣٥٧) من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس ﵄، في قوله ﷿: ﴿إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ قالوا: إنما يُعلَّم محمدًا عبد بن الحضرمي، وهو صاحب الكتب .... فذكر الآيات.
قال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
وقصَّر به ابن جرير فأخرجه (٧/ ١٤/ ١٢٠) من طريق عبد الله، عن ورقاء، بسنده، عن مجاهد، مرسلًا ليس فيه ابن عباس.
وفى الباب عنده من مرسل عكرمة (٧/ ١٤/ ١١٩) بإسناد لا بأس به. ومن مرسل قتادة بإسناد رجاله ثقات. و (٧/ ١٤ / ١٢٠) من مرسل مجاهد، وسعيد بن المسيب، ورجال إسنادهما ثقات.
وعن الضحاك بسند ضعيف، وخالف من تقدم فقال فيه: كانوا يقولون: إنما يعلمه سلمان الفارسي.