للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الخامس عشر: اختياره وقت الإمساك للصائم الذى ورد بقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ .. ﴾ (١)، وأنَّه يكون قبل طلوع الشمس بقليل! يقول: "أي حتى ينتشر النور في الأفق وعلى قمم الجبال وليس هو ظهور الخيط الأبيض في السماء وهو ما يسمى بالفجر الكاذب، وحسب الروايات التي وردت في تحديد وقت الإمساك نستطيع أن نقول: إنه قبل طلوع الشمس بقليل وإننا نمسك الآن وفق المواعيد المعروفة في قطرنا هذا قبل أوان الإمساك الشرعي ببعض الوقت .. ربما زيادة في الاحتياط".

وبعد ما أورد بعض الأحاديث في وقت الإمساك، وأنَّه عند الفجر المستطير في الأفق بيَّن وقته بقوله: "والفجر المستطير في الأفق يسبق طلوع الشمس بوقت قليل .. " (٢).

وهو لا يتفق في اختياره هذا مع جمهور الفقهاء، فالفجر المستطير هو الفجر الصادق الأحمر المعترض في الأفق .. وهو يسبق طلوع الشمس بزمن وليس قبلها بقليل كما قال سيد. فذلك هو الإسفار، والفجر الصادق المستطير يسبق الإسفار (٣).

قال الإمام النووى في "المجموع" عن وقت طلوع الفجر وعن أوقات صلاة الفجر: "وأجمعت الأمة على أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق، وهو الفجر الثاني، وآخر وقت الاختيار إذا أسفر أي أضاء، ثم يبقى وقت الجواز إلى طلوع الشمس .. " (٤).

وقال كذلك: "ويكره تأخير الصبح بغير عذر إلى طلوع الحمرة، يعني الحمرة التي قبيل الشمس" (٥)، فالإسفار - الذي يكون فيه الضوء قد


(١) البقرة: ١٨٧.
(٢) الظلال: ١: ١٧٥.
(٣) انظر تفسير الطبري ٣: ٥٠٩، وتفسير ابن كثير ١: ٢٢٢.
(٤) المجموع للنووى ٣: ٤٣.
(٥) المرجع السابق ٣: ٤٤.