للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

" … ونحن - على طريقتنا في ظلال القرن - لا نريد أن نخرج عن تلك الظلال، ولا أن نضرب في أقاويل وأساطير، ليس لدينا من دليل عليها، وليس لنا إليها سبيل" (١).

والذي يدل على أنه يميل إلى أن عيسى توفى أولًا - ليس على أيدى اليهود - ثم رفع ثانيًا، ترجيحه للقراءة التي يفهم منها ذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ .. ﴾ (٢).

فبيّن سيد أن هناك رأيين في تعيين عائد الضمير في كلمة "موته" فمنهم من قال: إنه يعود على عيسى ومنهم من قال: إنه يعود على الشخص من أهل الكتاب، حيث يعرف الحق وهو على فراش الموت .. ومنهم من ذهب إلى رأى ثالث غريب حيث أعاده على محمد (٣).

وقد رجح سيد الرأى الثانى واستشهد له بقراءة أُبى : "ونحن أميل إلى هذا القول الثانى الذى ترشح له قراءة أبي: "إلا ليؤمنن به قبل موتهم"، فهذه القراءة تشير إلى عائد الضمير وأنَّه أهل الكتاب .. " (٤).

وبعد ذلك صرح سيد بأن عيسى توفى ثم رفع إلى السماء، وكلامه حول هذا الموضوع في تفسير سورة المائدة صريح في أنه يري ذلك، وقد عرض أدلته من القرآن، ووفق بين القرآن والآثار في ذلك: " .. ثم يخلى يده منهم بعد وفاته .. وظاهر النصوص القرآنية يفيد أن الله - سبحانه - قد توفى عيسى ابن مريم ثم رفعه إليه .. وبعض الآثار تفيد أنه حي عند الله. وليس هنالك - فيما أرى - أي تعارض يشير أي استشكال بين أن يكون الله قد توفاه من حياة الأرض، وأن يكون حيًا عنده .. فالشهداء كذلك يموتون في الأرض


(١) الظلال: ٢: ٨٠٢.
(٢) النساء: ١٥٩.
(٣) انظر أصحاب كل رأى وأدلتهم والرأى الراجح في تفسير الطبري ٩: ٣٧٨ - ٣٨٩.
(٤) الظلال ٢: ٨٠٢ - ٨٠٣.