وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغرهم فقال رويدًا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الابل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وإن اخرجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف إما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم خبيئة فتبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله قالوا أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدًا ولا نسلبها أبدًا فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة -قلت روى أصحاب السنن منه طرفًا- رواه أحمد والبزار وقال في حديثه فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، ورجال أحمد رجال الصحيح، وفي رواية عند أحمد وقال تخافون من أنفسكم خيفة، وفي رواية عنده أيضًا حتى أن الرجل ليرحل من مضر من اليمن. وعن عروة قال كان أول من بايع رسول الله ﷺ أبو الهيثم بن النبهان وقال يا رسول الله ان بيننا وبين الناس حبالا -والحبال الحلف والمواثيق- فلعلنا نقطعها ثم نرجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس فضحك رسول الله ﷺ من قوله وقال الدم الدم الهدم الهدم فلما رضى أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله ﷺ من قوله أقبل على قومه فقال يا قوم هذا رسول الله أشهد أنه لصادق وأنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهرى قومه وعشيرته فاعلموا أنه إن تخرجوه رمتكم العرب عن قوس واحدة فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الاموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله ﷺ حقًّا وإن خفتم خذلانًا فمن الآن فقالوا عند ذلك قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطيانا وقد أعطينا من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله ﷺ فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله ﷺ فلنبايعه فقال أبو الهيثم أنا أول من بايع ثم تبايعوا كلهم وصرخ الشيطان من رأس الجبل يا معشر قريش هذه الخزرج والأوس تبايع محمدًا على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم فقال رسول الله ﷺ لا يرعكم هذا الصوت فإنه عدو الله إبليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون وقام رسول الله ﷺ فصرخ بالشيطان يا ابن أزب هذا عملك فسأفرغ لك. رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وعن أبي مسعود قال وعدنا رسول الله ﷺ في أصل العقبة يوم الأضحى ونحن سبعون رجلا قال عقبة إني أصغرهم سنًّا فأتانا رسول الله ﷺ