وجدت في "أسباب النزول" للواحدى (ص ١٩٥) من طريق قرة، عن عطية، عن ابن عمر قال: كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون -ووصف الصفق بيده- ويصفرون -ووصف صفيرهم، ويضعون خدودهم على الأرض، فنزلت هذه الآية، يعني: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ﴾.
وهذا أقرب لما ذكره المؤلف، ولعل طريق ابن أبي حاتم هي هي نفس طريق ابن جرير والواحدى.
وقد ذكر السيوطي في "الدر"(٣/ ٣٣٣) أثر ابن عمر في تفسير "المكاء بالصفير، والتصدية بالتصفيق"، ونسبه لابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبى الشيخ، وابن مردويه.
له شاهد في تفسير المكاء والتصدية عند ابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه والضياء عن ابن عباس ﵄ قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة تصفر وتصفق، فأنزل الله ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ قال: والمكاء الصفير، وإنما شبهوا بصفير الطير، وتصدية التصفيق، وأنزل فيهم ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ﴾ [الأعراف: ٣٢] الآية.
وله شاهد آخر عند الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس ﵄ في قوله: ﴿إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ قال: المكاء الصفير، والتصدية التصفيق. "الدر"(٣/ ٣٣٢ - ٣٣٣).
٥٠٨ - قوله: روى محمد بن إسحاق عن الزهرى وغيره قالوا: لما أصيبت قريش يوم بدر، ورجع فلهم -أى جيشهم المهزوم- إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد الله بن ربيعة، وعكرمة بن أبى جهل، وصفوان بن أمية، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب، ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إن محمدًا قد وتركم وقتل خياركم! فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه